الادارة الادارة
عدد الرسائل : 80 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: التاريخ الاسلامي الجمعة يونيو 20, 2008 1:24 pm | |
| التاريخ الإسلامي هو تاريخ حضارة جمعت كل مجالات الحياة في منظومة رائعة راقية, جمعت الأخلاق، والسياسة، والاجتماع، والاقتصاد، والمعمار، والقضاء، والترفية، والقوة، والإعداد، والذكاء، والتدبير. جمعت كل ذلك جنبا إلى جنب مع سلامة العقيدة، وصحة العبادة، وصدق التوجه، ونبل الغاية. وصدق الله تعالى إذ يقول: [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا] {المائدة:3}. هذا هو التاريخ في أصله وجوهره. ولا يمنع ذلك أنه يحوي أخطاءً بعضها عظيم، ويشمل عيوبا بعضها خطير، وإنه لمن العبث أن ندعي أنه بياض بلا سواد، ونقاء بلا شوائب، لكن من الظلم البين أن نلصق أخطاء المسلمين بدين الإسلام. فالإسلام دينٌ لا ثغرة فيه، ولا خطأ فيه، ولا عيب فيه، دين محكم تام كامل، أنزله الذي يعلم السر، وأخفى، سبحانه الحكيم الخبير، ومن خالف دين الإسلام من المسلمين، فوباله على نفسه، وليس على الإسلام. وكثيرا ما يخالف الناس، فتحدث هزات وسقطات، لكنها ما تلبث أن تتبع بقيام إذا ثابوا إلى رشدهم، وعادوا إلى دينهم، وإلا استبدلهم القوي العزيز بغيرهم من المجاهدين الصابرين الطاهرين. ثم وقفة وسؤال: هذه الثروة وهذا الكنز العظيم، ثروة التاريخ الإسلامي الطويل، مَن مِن البشر في زماننا أمَّنّاه عليها؟ مَن مِن البشر أعطيناه مفاتيح الكنوز التاريخية؛ لينقب فيها ويستخرج جواهرها؟ مَن مِن البشر أسلمناه أذننا، وعقولنا، وأفئدتنا؛ ليلقي عليها ما استنبط من أحكام وما عقله من أحداث؟ عجبا لأمتنا!! لقد أعطت ذلك لحفنة من الأشرار، طائفة من المستشرقين، وطائفة من المفتونين بهم من أبناء المسلمين تسلموا كنز التاريخ؛ لينهبوا أجمل ما فيه وليغيروا ويبدلوا ويزوروا، فيخرج التاريخ إلينا مسخًا مشوهًا عجيبًا، فتقطع حلقة المجد، وينفصل المسلمين في حاضرهم عن ماضيهم، كما تنفصل الروح عن الجسد تماما بتمام. انتبه الشباب فوجدوا بين أيديهم سجلًا حافلًا من الصراعات والمؤامرات والخيانات والسرقات، صفحات سوداء تتلوها صفحات أسود، واحتـار الشباب في تاريخهم أيمسكونه علي هونٍ أم يدسونه في التراب؟! فويلٌ، ثم ويل لمن افترى على الله كذبًا؛ ليضل الناس بغير علم. وويل، ثم ويل لأبناء المسلمين الذي فتنوا بمناهج العلمانية، فصاغوا التاريخ صياغة مشوهة مزورة محرفة، فحرموا المسلمين من أمثلة عملية تطبيقية رائعة لكل أمر من أمور الدين. وويل، ثم ويل لمن يقدر على التصحيح فلم يفعل، ولمن يقدر على التوضيح والتبيين فلم يفعل، و لمن يقدر على النصح والإرشاد فلم يفعل. يقول جابر بن عبد الله: إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. يا الله! لهذه الدرجة؟ من سمع طعنًا في الصحابة، أو في الصالحين من الأمة، ثم لم يَرُد، كان كمن كتم ما أُنْزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نعم؛ لأنه: كيف وصل إلينا ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ |
| |
|